حرام

لم أكن أحتاج إلا إلى جنيه واحد؛ فجهزته قبل أن أخرج لصلاة الفجر بمسجد مولانا الشيخ عبد العزيز الدريني -رحمه الله، وطيب ثراه!- ثم تمشيتُ إلى شارع نهضة مصر المفضي إلى جامعة القاهرة، فأطفتُ به لأؤوب إلى الجسر الجامعي، فمررت ببائع نعناع لا يغيب عن مكانه في زمانه، فوجدته قد كنز حُزَمه في مكانزها، فأنكرتُ عليه، فاستنبطَ لي حُزْمة، فسألتُه عن ثمنها، فقال: توكل على الله! أعطيته الجنيه، فأخذه، فاستزدتُّه بقية مُشترَى الجنيه، فزادني حُزْمة، ثم قال: تريد أكثر؟ فذهبتُ عنه متبسما متفكرا: (أشحّاذًا ظننتني أم غصّابًا)! والرجل معذور؛ فقد هجمتُ عليه في الغَبَش بحجم ضخم؛ فهابني، ولو كنت من ظنَّنيه لأُبتُ بحمل بعير من النعناع الحرام!

Related posts

Leave a Comment